fbpx كلمة معالي وزير الاتصالات الدكتور اسحق سدرفي المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي: تمكين المستقبل الرقمي | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

كلمة معالي وزير الاتصالات الدكتور اسحق سدرفي المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي: تمكين المستقبل الرقمي

الأحد, يوليو 9, 2023

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرة أ.د. علي زيدان ابو زهري رئيس الجامعة العربية الأمريكية المحترم

معالي الوزير أحمد عساف المشرف العام على الاعلام الرسمي المحترم

ممثل فخامة الرئيس ....

السيد ستيفان امبلد مدير فرع فلسطين في البنك الدولي المحترم

سعادة المهندس محمد بن عمر- المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات

عطوفة محافظ سلطة النقد الدكتور فراس ملحم المحترم

الحضور الكريم، السيدات والسادة

اسمحوا لي في البداية أن أعربَ عن سعادَتِي بمشاركَتِكُم حفلَ افتتاحِ هذا المؤتمر الدولي، أودُ أن أشكرَ القائمين على الحدث، على الدعوةِ الكريمةِ وعلى التنظيمِ الهامْ في هذه المرحلةِ التقنيةِ الفاصلةِ.

نلتقي اليوم، تحتَ شعارِ "القدسُ العاصمةُ الرقميةُ العربية للعام 2023"، لنتبادلَ الأفكارَ والرُؤى حول التوجهاتِ والتحدياتِ والفرص، فيما يتعلقُ بالتحولِ الرقمي على مستوى الفردِ والمؤسسةِ بما يشملْ كافةَ القطاعاتِ وبما يكفلْ التمكينَ الرقمي لمستقبلٍ زاهرٍ في هذا المشهدِ الرقمي المتسارع، الذي أضحتْ فيه الريادةُ والابتكار، باستخدامِ التقنياتِ الحديثةِ والناشئة، أساسَ العملِ ومحورَ النموِ والتقدمِ والازدهار.

الحضور الكريم،

لقد أصبحَ التحولُ الرقمي واقعاَ مفروضاً على كافةِ الدولِ بعدَ أن كانَ خياراً مُلِحّاً للدولِ المتقدمةِ وطوقَ نجاةٍ للدولِ النامية، ليواكِبَ العالمُ ظهورَ الثورةِ الصناعيةِ الرابعةِ، بما في ذلك ثورةِ البياناتِ وانتشارِ الإنترنت والهواتفِ الذكية ووسائلِ التواصل الاجتماعي والتجارةِ الإلكترونية - إضافةً للتقنياتِ الناشئةِ كالذكاءِ الاصطناعي وصولاً لأنظمةِ المحادثةِ الآلية، وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي ، مما فرضَ تحدياتٍ إضافيةٍ وزادَ من حدةِ التنافسِ في المجالاتِ الرقمية وأوجدَ فجواتٍ إضافيةٍ بين من يستطيعون امتلاكَ هذه التقنيات ويسخّرُونَها للتنميةِ الاقتصاديةِ والمجتمعية، ومن يعانوا من امكانيةِ الوصولِ للإنترنتِ وتوفيرِ الأجهزة والقدراتِ الفنية والبيانات وثقافة الرقمنة.

وحينَ أدركَتْ الأممِ المتحدة استحالَةَ تحقيقِ أهدافِ الألفية في ظلِ هذه المتغيراتِ والتحولاتِ الدولية والإقليمية كالركودِ الاقتصادي والربيعِ العربي والتكتلات الاقتصادية والتنافسيةِ العالمية، استَبدَلَت أهدافَ الألفية بأجندةِ 2030 وأهدافَ التنميةِ المستدامة وهي سبعةَ عشرَ هدفاً توافقتْ الحكوماتُ على العملِ لتحقيقِها بحلولِ عام 2030.

وقد استرشَدَت الحكوماتُ، بما فيها الحكومةُ الفلسطينية، بهذه الأهدافِ في صياغةِ الرُؤى والسياساتِ والاستراتيجياتِ الوطنية لتصبَ كافةَ الجهودِ في صالحِ التنميةِ الاقتصاديةِ والمجتمعية، وأصبحتْ الثورةُ الرقميةُ والتنميةُ المستدامةُ توأمين متلازمين. 

ولمْ تمضِ بضعُ سنواتٍ على إطلاقِ صافرةِ البدءِ لتحقيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ حتى حلَتْ جائحةُ كورونا، التي استَنزَفَتْ العديدَ من المواردِ وعرقلَتْ عجلةَ التنميةِ، وأعادتْ ترتيبَ الأولويات، وكشفتْ مواضِعَ الخللِ في البنى التحتيةِ والإداريةِ والمعلوماتيةِ والمنعةِ الاجتماعية، في الدولِ النامية خاصة، لكنها في الوقتِ ذاتِه سرّعتْ عمليةَ التحولِ الرقمي، كأمرٍ لا مَفرَّ منه لاستمرارِ ضرورات الحياة.

 ولا شكَّ أن تبني التحولَ الرقمي دونَ تخطيطٍ أو استعدادٍ قد كشفَ عن العديدِ من الثغراتِ على كافةِ الأصعدة، مما استدعى وضعَ أو تعديلَ السياساتِ والاستراتيجياتِ للتعاملِ مع الوضعِ الراهن والسعي نحو استدراكِ ما فاتَ من العملِ على تحقيقِ رؤية 2030 من خلالِ الأهداف.

الحضور الكريم،

لقد أولتْ الحكومةُ الفلسطينيةُ اهتماماً خاصاً بالرقمنةِ وقادتْ وزارةُ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات هذا الجهدَ الوطني، وقامَتْ بالتنسيقِ مع المؤسساتِ الحكوميةِ والقطاعِ الخاص والأكاديمي لدفعِ عجلةِ التحولِ الرقمي إلى الأمامِ بخطى واثقة.

 ففي مجالِ الشمولِ الرقمي، أنجَزْنَا عملاً معتبراً في النفاذِ والنفاذيةِ حيث تنتشرُ شبكاتُ الأليافِ البصرية في معظمِ المدنِ للاتصالِ بالإنترنت، كما قُمنا بتوصيلِ المدارسِ والمراكزِ الصحية ومكاتب البريد، بما في ذلك المناطق النائية والمهمشة، ونجحنَا بتشغيلِ بدالةِ الإنترنت المحلية PSIX ونعملُ على ربطِها بمثيلاتِها الإقليمية، كما قمنا بتوسعةِ مركزِ البياناتِ الحكومي، وانتَهينَا من صياغةِ السياسةِ الخاصةِ بالنفاذيةِ الرقمية، وفي مجالِ الأمن لدينا سياسةً لأمنِ المعلوماتِ واستراتيجيةً قارَبَت على الانتهاء، وأتوجه بالشكرِ هنا لشركائِنا في الإسكوا على الدعمِ الفني في مجالِ السياسات والاستراتيجيات.

 وعلى الصعيدِ الحكومي، أطلَقنا منظومةَ الخدماتِ الحكوميةِ الإلكترونيةِ (حكومتي) بالتعاونِ مع المؤسساتِ ذاتِ العلاقة لتشملَ 17 خدمةً، ونعملُ على استكمالِ أتمتةِ الخدماتِ الحكوميةِ خاصةً الخدماتِ الصحيةِ والتعليمية، ولدينا سياسةً للتحولِ الرقمي واستراتيجيةٌ قيدَ التطوير، ونعملُ من خلالِ المشاريعِ المتعددةِ على دعمِ قطاعِ تكنولوجيا المعلومات والاتصالاتِ والبريدِ والشركاتِ العاملةِ في هذا القطاع، بما في ذلك الترميزِ البريدي ومنصةِ الشركاتِ العاملة في هذا القطاع. 

وسعياً لتأطيرِ الجهودِ في مجالِ الرقمنة فقد أنجَزنا "أجندةَ فلسطين الرقمية 2030" كمرجعيةٍ وطنيةٍ في هذا المجال، وتقومُ هذه الأجندةُ على خمسةِ محاورٍ هي الأطر الاستراتيجيةِ الرقمية، والبنية الأساسيةِ والحوكمةِ والبيئةِ القانونية، والاقتصادِ الرقمي والعمالةِ الرقمية والتجارة الرقمية، والتحوّل الرقمي والإدماجِ الاجتماعي، والثقافةِ والإعلام.

ولم نغفلْ التقنياتِ الناشئةِ حيث نملكُ سياسةً واستراتيجيةً للذكاءِ الاصطناعي أمامَ مجلسِ الوزراء للمصادقةِ، ونأملُ أن تُعتمد سياسةُ البياناتِ المفتوحةِ والميثاقُ الأخلاقي للذكاءِ الاصطناعي قريبا.

وأشيرُ أيضا إلى دعمِ الريادةِ والابتكارِ في هذه المجالاتِ من خلال الأنشطةِ التي يُنفذُها مركزُ الإبداعِ والابتكارِ في الوزارة بالتعاونِ مع المؤسساتِ الشريكة.

الحضور الكريم،

إن التحولَ الرقمي ضرورةٌ حتميةٌ وواقعٌ يُمارس، وثقافةٌ تتجذرُ، وهيكليةٌ موائَمَةٍ، واستجابة مرنةٌ للطوارئِ والتحدياتِ والاحتياجات، ووسيلةُ تُستخدمُ لتحقيقِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ سعياً لخدمةِ الوطنِ والمواطن، ولا بدَّ من التكاتفِ والتعاونِ لتحقيقِ ذلك بالتوعيةِ وبناءِ القدراتِ والبنيةِ التحتيةِ والبيئةِ التشريعيةِ والتنظيميةِ والاستثمارِ في الطاقاتِ والإمكانيات المحلية.

أشكرُ لكم حسنَ استماعِكُم وأشكرُ دعوَتَكُم للمشاركةِ وأتمنى لمؤتمرِكُم نجاحاً باهراً وإسهاماً جلياً في وضعِ النقاطِ على الحروفِ نحوَ الرقمنةِ والتنميةِ والاستدامة.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.